كمبرلي ماكلين داكوستا/أستاذة في جامعة هارفارد
هل أوباما أسود؟ الاجابة تعتمد على من توجه إليه السؤال وفي أي وقت. فبالنسبة للبعض فان التصريح بان أوباما هو أول رئيس أمريكي أسود مقولة محل جدل.
فالكاتبة الأمريكية من اصل افريقي ديبرا ديكرسون لا تعتبر أوباما أسودا لأنه لم ينحدر من سلاسلة العبيد.
كما أن جزءا معتبرا من الناس ضد الاشارة إلى أوباما كأسود، ومع ذلك يعتبرونه جزئيا "أسود" بسبب والده ولكنهم يؤكدون أيضا على أن أمه بيضاء لذلك فانه ومن وجهة نظرهم ليس من الدقة وصفه بانه "أسود".
ويقولون "إنه في الحقيقة مختلط العرق أو ملون".
الجدل
وأول رد فعل لي على الأسئلة حول "صحة" و"دقة" التصنيف العرقي لأوباما هو التهوين من السؤال نفسه حيث ان البحث عن "صحة" الهوية العرقية تفترض انك ستجد إجابة قاطعة، فالسؤال يفترض ان العرق هوية حقيقية، أمر ثابت، أو طبيعي بما يتنافى مع ما توصل إلى الباحثون من أن ذلك يتنوع بدرجة كبيرة وفقا للمكان والزمان.
وعندما يصر الناس على أن أوباما أسود فانهم يقرون بالصفة التي يعرف بها نفسه، فضلا عن أن أغلب الناس عندما ينظرون إليه يجدون أمامهم بالفعل رجلا أسود.
كما ان وصفه بانه أسود يتضمن الاعتراف بالصلة بين صعوده ونضال هذا العرق.
ولكن عندما يجادل البعض بان أوباما مختلط العرق فانهم يشيرون إلى حقيقة ان أمه بيضاء وانه نشأ في أسرة متعددة الأعراق.
الأكثر إثارة
وأكثر الأمور إثارة في السؤال حول ماهية عرق أوباما؟ هو طرح السؤال نفسه، فقبل 20 عاما ماكان هذا السؤال ليطرح، فالرد معروف والسؤال غير ضروري فكل من له صلة بالعرق الأسود فهو أسود، لقد كانت القاعدة بسيطة.
ومن يقترح أن أوباما مختلط سيصطدم بان هوية العرق المختلط لم يكن معترف بها عبر التاريخ الأمريكي.
غير انه وخلال العشرين عاما الماضية كللت الجهود للاعتراف بالهوية المختلطة بالنجاح وبات ذلك متضمنا في الوثائق الرسمية التي تعترف الآن بالعرق المختلط.
سوء فهم
ويعكس السؤال حول عرق أوباما وهل هو أسود أم مختلط سوء فهم إزاء أولئك الذين نشأوا في أسر متعددة الأعراق وخاصة من كان مثلنا منتميا إلى الجذور الافريقية وولد بعد حركة الحقوق المدنية.
فنحن "ولدي أب افريقي أمريكي وأم ايرلندية أمريكية" نشأنا على خط المواجهة فيما يتعلق بالتغير العرقي حيث اصطدمت القيم الجديدة بالقديمة.
لقد كنا نشاهد الجميع من بيض وسود يحدقون في أمهاتنا البيضاء.
ولقد طور العديد منا هوية سوداء وهي لم تصطدم بعرقنا المختلط وإنما تبلورت من تجاربنا كمخلطين ومن وعينا بالمشكلة العنصرية.
وبالنسبة لنا ان نكون سودا ومخلطين أمر ليس استثنائيا فقد تعلمنا العيش مع المتناقضات. ولعل الوقت قد حان كي يتعلم الجميع ذلك.
الأحد أغسطس 09, 2015 6:27 pm